على مدونة الكاتب السعودي أحمد العرفج كتب الداعية الإسلامي عائض القرني تدوينة بعنوان “كبرنا خلاص” حملت الكثير من المعاني وضمت مشاعر مختلفة نتيجة مرور السنين وتراكم الخبرات.
كلمات القرني تجد فيها أصداء التجارب الحياتية وعصارة التعامل مع الآخرين.. لذا كان من المهم والمفيد الاطلاع عليها.
يقول القرني:
كبرنا خلاص: وصرنا لا نفتش كثيرًا في كلام الأصحاب، ولا نبحث عن مقاصدهم، بل ندفن ونتغافل ونتجاهل ونمشي.
كبرنا خلاص: فصرنا لانهتم كثيرا بالمظاهر، مثل الساعة البرّاقة والجوال الجديد والقلم الفضّي، لأنّ الحياة قصيرة وتافهة بدرجة لا تُتصور.
كبرنا خلاص: وصرنا لا نغترّ بالمديح الزّائف والإطراء المّتكلّف، عرفنا أنّ هذا ينتهي مع أول صدمة في الحياة.
كبرنا خلاص: وصرنا لا نفرح كثيرًا بالاختلاط وزيادة الأصدقاء وتكثير الأصحاب، لأنّ الأيام علّمتنا أنّ الصّديق أندر من الكبريت الأحمر.
كبرنا خلاص: وصرنا لانزاحم الأصدقاء على المقاعد الأولى في الحفل، ولا على الحضور المبكّر إلى المناسبات لنأخذ الصدر من المجلس، فكلّها غُثاء كغثاء السّيل.
كبرنا خلاص: وصرنا لا ننصب محاكم التّفتيش للعصاة والمذنبين، فنحن أوّلهم ونحن منهم، وذنوبنا تشغلنا عن ذنوبهم، وعيوبنا تخجلنا أن نبحث عن عيوبهم.
كبرنا خلاص: فما أصبحنا نرفع المشانق لمن خالَفنا، ولا نتوعّد من خاصمنا، ولا نتربّص بمن أبغضنا، لأنّنا سوف نذهب إلى محكمة العدل الكُبرى غدا عند ملك الملوك سبحانه.
كبرنا خلاص: وما عدنا نبحث عن أفخم فندق وأفخم مقهى وأفخم مطعم وأفخم نادي، لأنّ الحياة كأحلام النّائم، هل رأيت للحُلُم حقيقة؟.
كبرنا خلاص: وصرنا نرتاح للخلوة مع كلام الله، ونتلذّذ بالجلوس مع كتاب مفيد، فخير جليس في الزمان كتاب.
كبرنا خلاص: فما صرنا نسأل عن اسم من سبّنا ولا عن رقم جواله ولا عن عنوان بيته.
كبرنا خلاص: وما صرنا نُعاتب من هجرنا، ولا نخاصم من قصّر في حقوقنا، ولا نسأل عمّن هاجر وتركنا: