الخميس - 16 مايو 2024 - 8:56 مساءً
الرئيسية / سلايدر / قصة ذنب عمره 15 عاما.. واليوم صاحبه يبحث عن حل.. فهل تساعده برأي سديد؟

قصة ذنب عمره 15 عاما.. واليوم صاحبه يبحث عن حل.. فهل تساعده برأي سديد؟

قصة ذنب عمره 15 عاما.. واليوم صاحبه يبحث عن حل.. فهل تساعده برأي سديد؟

أشعر أن مشكلتي لا حل لها.. وأعيش كأنني أحمل على كتفي حملا ثقيلا تنوء بحمله الجبال.. وأحتاج بشدة لمن ينصحني أو يوجهني للطريق الصحيح.. أو يمنحنى حلا تنتهي به حيرتي ويخفت به صوت عذابي.

منذ 15 عاما قررت أن أبدأ مشروعا تجاريا لكن لم يكن معي مالا كافيا للبدء ولأنني كنت متعجلا فكرت في الاقتراض من أحد الأصدقاء.. ولم يكن هناك غيره.. صديقي وجاري العزيز.

لم أكمل كلماتي معه عندما زرته في اليوم التالي وأدخلني “المنضرة” وجلسنا سويا.. أنا وهو فقط.. والله ثالثنا.. ذكرت له أنني أنوي عمل مشروع تجاري وليس معي مالا يكفي فوضع يده على فمي ليمنعني من الكلام قائلا بابتسامة كلها حب وود: عايز كام وتبدأ بكرة؟

كأنني كنت على وشك الغرق ومد لي يده ينتشلني من غدر الأمواج وقسوتها.. الأكثر من ذلك أنه لم يكن بين قوله وفعله فاصل ففور أن قلت له: “محتاج 20 ألف جنيه”.. حتى قام متجها للخارج ولم تمض سوى عشر دقائق كنت خلالها كأنني بين اليقظة والنوم.. وعاد وهو يحمل بين يديه رزمتين من النقود فئة المائتي جنيه.. ومد يده لي.. كأنه يمد أمامي طريقا مفتوحا نحو الراحة.. أو هكذا كنت أعتقد.

لم يكن هذا كل ما صنعه معي من معروف.. لكنه رفض أن يأخذ مني ورقة بالمال أو إيصال أمانة.. والأكثر أن منحني مهلة عام كامل لرد المبلغ.. وأكد لي أن أحدا من أهله – حتى زوجته – لا يعلم عن ذلك شيئا.. وعندما سالته لماذا قال إجابة لن أنساها.. “حتى لا تخجل من أحد عندما تراه.. ولا يصيبك الحرج مهما حدث.

هل رأيتم نبلا ورجولة وشهامة ومعروفا مثل هذا؟.. قطعا لا.. من المؤكد أن ما فعله معي فريدا ومعروفا لم أحد بهذا الشكل.

بقدر فرحتي لما حدث.. وانفعالي لما رأيته منه وماترجمه أمام عيني من لطف الله ورحمته.. بقدر هذا كله كانت صدمتي وفاجعتي في اليوم الثاني على التوالي.. لقد صحوت على صوت صراخ وعويل قادم من بيته.. لقد مات جاري.

سكتة قلبية أنهت حياته.. بالليل تناول العشاء مع أسرته ثم جلس في “المنضرة” مع بعض الضيوف حتى الواحدة من صباح اليوم التالي وبعدها قام فتوضأ وصلى ما تيسر له من قيام الليل ثم آوى إلى فراشه ونام.. لكنه لم يستيقظ مرة أخرى.

رغم حزني الشديد وصدمتى الكبيرة لا أدري لماذا سرت داخلي راحة لم أفهم معناها وقتها.. لكن ما أفهمه الآن أنها كانت بذرة الشر التي أنبتت مع مرور الوقت شجرة ضخمة مورقة.. شجرة الخيانة والنكران والضمير الميت.

بدأت مشروعي على الفور ومع الأيام نما ونجح وكونت منه ثروة ضخمة وتغير حالي تماما وتضاعفت ثروتي مالا يقل عن 50 عفا بلا مبالغة.. لكن رغم مرور السنوات لم أذكر لأحد أمر العشرين ألف جنيه التي اقترضتها من جاري رحمه الله وكان موعد سدادها بعد عام.. واليوم مرت بالفعل خمسة عشر عاما.

اليوم يأكلني الندم.. وأشعر أنني بل ضمير ولا قلب ولا إحساس.. خاصة أن أسرة جاري بعد موته ضعفت حالتهم المادية للغاية واضطروا لبيع ما تركه لهم من أصول كان يسعى لتنميتها وهو لا يعلم أن عمره القصير سيمنعه من تحقيق ما كان يخطط له.. ومع ذلك لم أذهب إليهم وأخبرهم بدينه الذي يطوق عنقي.. بل كان كلما مر الوقت شعرع بصعوبة في إخبارهم بالأمر فماذا سيقولون.. أبسط جملة سأسمعها: وأين كنت منذ مات.. ولماذا تأخرت كل هذا حتى تخبرنا بالأمر؟

أعيش الآن في حيرة كبيرة وألم أكبر ولا يكف ضميري عن التأنيب والتقريع.. وكلما نظرت لمالي وما أملكه حاليا أجد صورة جاري أمامي وهو يمد لي يده بالعشرين ألف جنيه التي بدأت بها مشروعي..

كبرت سني.. وشاب شعري.. وأصبحت على أبواب الستين من عمري.. وأشعر بدنو الأجل.. وأنوي بلا شك أن أرد المال لأهل جاري الراحل رحمه الله.. لكن لا أدري كيف أتصرف.. ولا ماذا أفعل.. فهل من رأي سديد يوجهني لتصرف لائق لا يضعني في حرج أو موقف لا أحب أن أواجهه؟.. هل؟

المعذب: أ.ن.ع

عن Nas News

شاهد أيضاً

غدا الثلاثاء.. افتتاح عيادات العربي التخصصية بملوي.. والكشف والتحاليل مجانا

يفتتح الأستاذ الدكتور مدحت العربي استشاري الغدد الصماء والسكري عيادات العربي التخصصية بمدينة ملوي غدا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *