بلاغ للداخلية والنائب العام.. “محمود صلاح مستريح العمرانية” نصب على عشرات المواطنين في أكثر من 30 مليون جنيه وهرب منذ عامين
بلاغ للداخلية والنائب العام.. “محمود صلاح مستريح العمرانية” نصب على عشرات المواطنين في أكثر من 30 مليون جنيه وهرب منذ عامين
لم يأخذ محمود صلاح صديق مهني العبرة والعظة من تساقط المخادعين الذين ينصبون على الناس ويأخذون أموالهم بدعوى تشغيلها وإعطائهم أرباحا شهريا وقيام الأجهزة الأمنية بالقبض عليهم وإيداعهم السجون بعد أحكام رداعة جزاء ما اقترفت يداهم لكنه راح يعلن عن نفسه على صفحات الفيس بوك ويوهم المواطنين بأنه يعمل في تجارة الأدوية وبعض المنتجات الأخرى ويدعوهم للمشاركة في التجارة نظير أرباح شهرية تصل إلى 20% من قيمة المبلغ الذي يدفعه من يريد المشاركة.
وهكذا سقط في شباكه العديد من الناس وأعطوه نقودهم وربما “تحويشة العمر” وبعضهم اقترض ليشغل المال الذي اقترضه عنده ويفوز بزيادة نسبة الأرباح، وإمعانا في خداع ضحاياه كان يعطيهم أرباحا منتظمة لمدة شهور قليلة بعدها انقطعت الأرباح ثم هرب هو إلى مكان غير معلوم ومعه ملايين الجنيهات التي جمعها من ضحاياه على مدار شهور طويلة تقترب من عامين.
تحول محمود الذي لم يكن قد تجاوز الثلاثين عاما وقت بداية أخذه أموال الناس من شاب فقير لا يجد إيجار مسكنه -الأمر الذي أوقعه في مشاكل مع زوجته وأهلها قاربت على الطلاق- إلى شاب يبدو لكل من يراه أنه من الأثرياء فهو يركب سيارة فارهة أحدث موديل وزوجته أيضا أصبح لها سيارة خاصة موديل السنة كما أنه اشترى شقة تمليك في مدينة الفردوس وانتقل للعيش فيها بعد أن كان يسكن بالإيجار ويتراكم عليه إيجار شهور عديدة وأصبح من رواد النوادي والكافيهات الكبرى، وأصبح الناس يرونه من الموسرين وهم لا يعلمون أن هذه الأموال التي ينفقها يمينا ويسارا هي أموال الناس وكثير منهم بسطاء.
وإمعانا في رسم دور المستثمر أو رجل الأعمال قام بتأجير مكتب في أبراج سيتي ستارز بأكتوبر وملأه بالموظفين وأصبح له سكرتيرة فتدفق عليه مزيد من أموال الناس لتشغيلها، واستمر على هذا الحال حتى تكونت لديه ملايين الجنيهات في حسابات بنكية وفي منزله أيضا.
وأصبح له سماسرة يجلبون له الزبائن ويأخذون نسبة من الأموال التي يقبضها من ضحاياه فالسمسار الذي يأتي له بشخص يريد استثمار ماله لديه ويدفع مثلا 100 ألف جنيه يأخذ هذا السمسار منها 15 أو 20 ألفا وهو يأخذ الباقي حتى زاد عدد المشاركين معه بأموالهم.. وكما تضاعفت الأموال لديه تضاعف عدد ضحاياه.
لم تمض سوى أشهر قليلة على الناس حتى انقطع العائد الشهري الذي كانوا يأخذونه منه وتعددت الأعذار والمناورات والمماطلة منه بل كان يعطي البعض والبعض الآخر لا ممن كان يلمس انشغالهم عنه وعدم سؤالهم عن الربح الشهري ليضيفوه إلى رأس المال.. حتى استيقظوا يوما على خبر هروبه.. ويومها بعث لهم رسالة جماعية على الواتس بأنه اختفى في مكان غير معلوم ولا يسأل عنه أحد أو يتعقبه لأنهم لن يجدوه.
وهكذا تحول الأمر من حلم الربح والكسب إلى كابوس النصب والاحتيال فبدأ عدد منهم في إخراج إيصالات الأمانة التي كتبها على نفسه يوم تسلم منهم الفلوس “شقى عمرهم” وذهبوا لعمل محاضر في قسم الشرطة التابع له محل إقامته.. فمنهم من توجه لقسم العمرانية ومنهم من توجه إلى أكتوبر وتم عمل محاضر بالنصب والاحتيال فضلا عن كونها قضية أموال عامة.
ابنه الصغير الذي لم يلتفت إليه عندما أخذ أموال الناس وربما تسبب في تدمير حياته
كثير من الضحايا قاموا بعمل محاضر وأخذت سيرها القانوني وتم الحكم في قضايا منها بحبسه حتى بلغ مجموع الأحكام حتى الآن سنوات طويلة لكنه حتى الآن مختفي ولم تعثر الشرطة عليه.. غير عدد كبير من الضحايا لم يرفع دعوى حتى الآن أملا في العثور عليه والتفاوض معه.. خاصة أن البعض تمكن من الوصول إليه فوعدهم بالسداد لكنه كان يماطل حتى يهرب منهم.
الضحايا يتوجهون بهذه الدعاوى لوزارة الداخلية وبالتحديد إدارة الأموال العامة وإدارة تنفيذ الأحكام لسرعة القبض عليه حتى يأخذ جزاءه الذي يستحقه خاصة أنه تسبب في هدم بيوت كثير منهم وأصيب بعضهم بأمراض مزمنة مثل الجلطة بسبب هروبه بأموالهم.
بنته الصغيره تضحك ببراءة ولا تعلم مافعله أبوها
بدأ الضحايا يبحثون عنه في كل مكان تصوروا أن يتواجد فيه.. ذهبوا له في العمرانية في سكن أهله حيث توجد والدته وشقيقه محمد لكنه تبرأ منه وقال لهم ما معناه “أنا برئ منه ولو علمت أنه مات فلن أسأل عنه.. ولو أخذته الشرطة لن أحاول حتى زيارته”.. ذهبوا لشقته في الفردوس فقالت لهم زوجته “لقد انفصلنا بسبب نصبه واحتياله ومشاكله مع الناس ومعي أولادي ولد وبنت”.
وأكدت مصادر خاصة أنه يخرج ويمارس حياته الطبيعية كما أنه يوهم فتاة بالحب والزواج وله صور شخصية معها في أماكن عامة ربما غرر بها وأوهمها بأنه سيتزوجها وهي بريئة لا تدري شيئا عن سيرته وقضاياه.. والآن ليس أمام الضحايا بعد الله تعالى سوى الانتظار حتى تتحرك إدارة تنفيذ الأحكام للقبض عليه حتى تشفي غليلهم وتذهب غيظ صدورهم.. فهل تتحرك الإدارة أم تعجز عن القبض عليه وتتركه حرا طليقا يوقع المزيد من الضحايا خاصة أنه يجدد نشاطه في مناطق أخرى ومع أشخاص وضحايا لا يعرفونه.
القضية أصبحت “نصب واحتيال” ونهب أموال عامة ويجب التحرك السريع فيها من الأجهزة التنفيذية لسرعة القبض عليه ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه تكرار عمليات النصب والاحتيال وسرقة أموال الناس بدعوى استثمارها ثم إنفاقها على نفسه وأهله بشراء سيارات وشقق وأملاك خاصة وتبذيرها في أوجه الفساد.. وهناك ملف خاص بفساد هذا الشخص مشفوع بالصور والمستندات وشهادة الشهود.. لكن في الحلقة القادمة.