خوف وترقب وقلق.. هذا هو ما تشعر به عندما تدخل بسيارتك التحويلة الممتدة بطول 41 كيلومترا على الطريق الصحراوي الشرقي سواء كنت قادما من الصعيد للقاهرة أو العكس وسواء كنت سائقا أو راكبا في سيارة أجرة أوسيارتك الشخصية بسبب رائحة الموت التي تفوح من جنبات الطريق الذي لايخلو من حادثة جديدة تفوح منها رائحة الدماء آو آثار حادثة قديمة تركت وراءها مركبة محطمة أو بقاياها مع آثار متعلقات للضحايا الذين شربت الأرض الرملية دماءهم.
تمتد تحويلة الموت من بوابة الكريمات حتى بني سويف حيث تم وقف العمل في الجهة اليمنى من الطريق وأنت ذاهب للقاهرة مع تحويل كل السيارات من الجانبين إلى نصف الطريق الأيسر ليتحمل بذلك ضغط السيارات ذهابا وإيابا الأمر الذي يتسبب في ضيق الطريق بشكل خطر للغاية يؤدي لوقوع الحوادث أو معوقات السير الآمن بشكل شبه يومي وبصورة مرعبة تصل في بعض الأحيان لأكثر من حادث في هذه المسافة.
علاوة على ذلك وضع المسئولون في منتصف الطريق “بلوكات” أسمنتية لقسم الطريق إلى نصفين لكنها زادت الأمر سوءا حيث تصطدم بها السيارات ما يؤدي إلى تحطيمها أو انقلابها إضافة لاصطدام السيارات بعضها ببعض بسبب ضيق الطريق وقلة المساحة البينية بين السيارات الأمر الذي يضاعف الضحايا من مختلف الأعمار تاركين وراءهم الحسرة والألم لذويهم.
رصدنا معاناة السائقين والركاب على هذا الطريق لنضع الأمر بين يدي المسئولين حقنا لدماء الأبرياء التي تسيل على الأسفلت حتى يتم الانتهاء سريعا من إصلاحات وأعمال الطريق الموازي ويتم افتتاحه أمام المسافرين ليحقق انفراجة يقل معها الخطر وتنتهي معها تحويلة الموت.
قال محمود السيد سائق ميكروباص:منذ مايزيد عن عام كامل ووصلة بني سويف الكريمات تهدد حياتنا حيث تم قسم الطريق الأيسر الصاعد للقاهرة إلى نصفين بطول 41 كيلومترا لتوقف تشغيل الطريق الأيمن بسبب الإصلاحات والسفلتة ومنذ ذلك الحين ونحن نروح ونغدو في طريق الموت ولا يمر يوم تقريبا بدون حادثة أو اصطدام أو موقف يهدد حياة الركاب بسبب ضيق الطريق والزحام المستمر على هذه التحويلة.
تابع قائلا: نادينا كثيرا بسرعة الانتهاء من التصليحات والرصف لمنع نزيف الدماء لكن لم نجد مجيبا كأن الأمر أصبح عاديا أو مألوفا لكن إذا رأيت الدماء التي أريقت على الأسفلت تشعر بأن الأمر كارثي أو عبارة عن آلة تحصد الضحايا ومنهم الشباب والأطفال والسيدات وكبار السن فعندما تقع الحادثة لا تفرق بين أحد.
أضاف أحمد الصاحي سائق سيارة نقل ثقيل: يعتقد البعض أن سير سيارات النقل الثقيل على الصحراوي هو السبب في كثرة الحوادث نتيجة ممارسات بعض السائقين والتي لا أنكرها ولا أنفيها وإن كانت تخص البعض دون الجميع لكن في هذه التحويلة الأمر مختلف تماما لأن السبب الرئيس في كثرة الحوادث هو ضيق الطريق الذي تم اقتسامه بين السيارات القادمة من القاهرة إلى الصعيد وبين الذاهبة للقاهرة من الصعيد وبينهما “بلوكات” أسمنتية تتسبب هي الأخرى في مزيد من الحوادث التي يذهب ضحيتها الأبرياء.
استطرد قائلا: قيادة السيارة النقل عبء كبير على السائق وعندما يكون الطريق متسعا وبه أكثر من حارة للسير يكون الأمر سهلا ميسورا ويدفع كثيرا من الأخطاء ويحفظ الأرواح لكن في حالة هذه التحويلة أنت مجبر في كثير من الأحيان على السير بطريقة إجبارية لا خيارات فيها مما يوقعك في دائرة الحوادث والتي للأسف يكون ضحيتها عربات الميكروباص والملاكي وبها طبعا ركاب كثيرون بخلاف النقل الثقيل فهي عالية وضخمة وبها اثنان على أكثر تقدير في المعتاد.
أشار إلى أن سائقي النقل الثقيل لهم سمعة سيئة بعض الشئ في التعامل مع السيارات الصغيرة على الطريق موضحا أن القول بأنهم يتعمدون التضييق على المارين بجوارهم أمر ليس صحيحا ولا يمكن القياس على الحالات الفردية التي يكون أصحابها من متعاطي المخدرات موضحا أن الأمر في هذه التحويلة مختلف حيث يؤثر ضيق الطريق وازدواجه وقلة المسافات البينية بين السيارات على تركيز السائق ومهارته فتقع الحوادث.
قال خالد السيد مسعف: هذه التحويلة بالفعل أصبحت خطرا كبيرا على المارين منها وهم كثيرون لأن هذا الطريق “الصحراوي الشرقي” أصبح مقصدا لغالبية المسافرين للقاهرة من الصعيد ذهابا وإيابا ونتيجة ضيق الطريق وعدم تنظيمه تقع الحوادث ليلا ونهارا.
تابع قائلا: منذ أيام وبالتحديد يوم الأحد 11 أكتوبر 2020 وقعت حادثة بشعة على بعد حوالي 10 كيلومترات من الكريمات حيث اصطدم ميكروباص بشاحنة كبيرة على الطريق المزدوج ونتيجة ضيق الطريق لم يتمكن الميكروباص من المرور بجوار الشاحنة التي انحرفت قليلا فاصطدم بها الميكروباص ما أدى لوفاة حوالي 8 أشخاص في الحال وإصابة باقي الركاب وكان عددهم 15 بالسائق تقريبا إضافة لتحطم الميكروباص بصورة كبيرة وظلت حركة المرور متوقفة مايقرب من الثلاث ساعات حتى تم نقل الجثث والمصابين لمستشفيات بني سويف فما ذنب هؤلاء الأبرياء في الإصلاحات الممتدة على طوال 41 كيلومترا ولم يتم افتتاحها حتى الآن لتحصد مزيدا من الأبرياء بصفة مستمرة.
أوضح اسماعيل حسان سائق ميكروباص أن الركاب اعتادوا على القلق بمجرد دخول هذه التحويلة وأن صوت الركاب يتصاعد كثيرا خلال المرور بها خاصة السيدات حيث يطلبون من السائق القيادة ببطء شديد وأخذ الحيطة والحذر حتى يعبر التحويلة وكأنها ممر يخشون خلاله من ملاقاة الموت.
أضاف قائلا: نتيجة ضيق الطريق ومرور السيارات بكثافة شديدة عن المعتاد يضطر السائقون لتقليل السرعة حتى تصل في بعض الأحيان إلى 40 كيلومترا في الساعة الأمر الذي يجعل عبور هذه التحويلة يستغرق حوالي ساعة ولو كانت هناك حادثة تغلق الطريق يستغرق الوقت أكثر من ساعة ما يجعل السائقين يعوضون السرعة بعد عبور التحويلة فيقود بعضهم بسرعة 140 كيلومترا في الساعة الأمر الذي يتسبب أيضا في وقوع حوادث حتى خارج التحويلة.. كل هذا ولم يلتفت أحد للضحايا ويعمل على سرعة الانتهاء منها وافتتاحها لتنتهي أيام هذه الوصلة المرعبة.