بالصور.. تفاصيل قصة المحامي صاحب منشورات التهديد بتفجير مجمع محاكم المنيا
بالصور.. تفاصيل قصة المحامي صاحب منشورات التهديد بتفجير مجمع محاكم المنيا
لم يكن ما فعله المحامي محمد ضاحي حيلة من حيل المحامين لكسب قضية أو تأجيلها أو نيل براءة موكله أو أي شئ مما يفعله المحامون كاستغلال الثغرات أو حتى التلاعب بالألفاظ لكنه أتى شيئا أقرب للجنون أو ما يمكن وضعه بموجبه في السجن أو في مستشفى للأمراض النفسية باعتباره لم يكن في وعيه أو أنه غير مسئول عما فعل.
المحامي محمد ضاحي كانت لديه قضية أمس السبت في مجمع محاكم المنيا تخص موكلا له تتعلق بتحاليل تعاطي مخدرات وكان ضاحي يريد أن يقوم القاضي بتأجيلها وبدلا من أن يتقدم بطلب ذلك من القاضي وهو ما يفعله كل محامٍ يرغب في تأجيل قضية وفي الأغلب يوافق القاضي ويؤجل إلا أن ضاحي اتخذ أغرب فعل من الممكن أن يصدر عن محامٍ يعلم جيدا نصوص القانون ومواده حيث تفتق ذهنه عن حيلة غاية في الغرابة فقام بكتابة ورقة وطبعها ووزعها داخل المحكمة مفادها أن المحمكة بها مواد متفجرة وأنها سيتم تفجيرها بالكامل وفور أن رأى أمن المحكمة المنشورات المعلقة في أكثر من مكان أبلغ وزارة العدل بالأمر التي أبلغت بدورها الداخلية فتحركت على الفور للتعامل مع الأمر.
في البداية تم إخلاء المحكمة من كل من فيها.. حتى المحكوم عليهم تم إرجاعهم إلى محبسهم وغادر الناس والمحامون والقضاة والموظفون قبل أن يأتي خبراء المفرقعات ويتم تمشط المبنى بأكمله ومحيطه من الخارج بحثا عن المتفجرات لكن لم يتم العثور على شئ.. فلا توجد متفجرات بالفعل.
وبعد التأكد من سلامة المبنى تماما صدرت الأوامر بعودة الأمور لطبيعتها وممارسة يوم العمل كما كان مقررا له فعاد القضاة وبدأوا ممارسة عملهم لكن دون أن يترتب أي ضرر أو جزاء على من لم يحضر سواء من المحامين أو المتقاضين.. وهذا ما كان يريده المحامي محمد ضاحي عندما هداه تفكيره لهذا العمل الذي يعد عبثا أو جنونا أو غباء حتى وإن كان هو يراه ذكاء وعبقرية.
هناك سؤال ملح يطرح نفسه.. أو بالأحرى عدة أسئلة.. كيف طرأت هذه الفكرة على عقل المحامي؟.. كيف حولها من فكرة إلى قرار وبدأ في تنفيذها بالفعل؟.. كيف تمكن من فعلها دون أن يراه أحد أو يشعر به من حوله؟.. كيف كان شعوره بعد أن دخل الأمر مرحلة الجد؟.. كيف كان إحساسه وهو يرى حالة الهلع والقلق على كل من في المجمع وأثناء إخلائه وتعطيل العمل به؟.. وأخيرا هل كان يتصور أن الأمر سيمر هكذا مرور الكرام؟
فور التأكد من كذب المنشورات وعدم وجود أي متفجرات في المبنى عاد العمل في قاعات المحكمة وبدأ التحقيق في الأمر من الجهات المختصة وكان من الضروري والمنطقي البدء في تفريغ كاميرات المراقبة التي كشفت دون عناء – وفق ما قالته الداخلية – قيام أحد الأشخاص بتعليق هذه المنشورات التي تحذر من وجود متفجرات ستنسف المكان وكان من السهل التعرف على المحامي وبعدها تم القبض عليه وبسؤاله عن سبب فعلته أجاب أنه كان يريد تأجيل قضيته وكان يخشى أن يطلب من القاضي فيرفض ففكر في هذا الأمر ونفذه معتقدا أن الأمر سيؤدي فقط لتحقيق مراده دون ضرر لأحد.. لكنه نسي حالة الخوف والرعب والقلق وتعطيل مصالح الآخرين التي تسبب فيها.
سؤال آخر.. ألم يكن المحامي يعلم أن هناك كاميرات مراقبة موزعة في أركان المجمع وطرقاته وطوابقه سترصد كل حركة يفعلها وسيفتضح أمره بلا شك ووقتها ستكون العاقبة وخيمة؟
فور القبض على المتهم أعلنت الداخلية الأمر وأصدرت بيانا قالت فيه: “ضبط القائم على نشر رسائل التهديدات بتفجير مجمع محاكم المنيا والذي أفاد بقيامه بذلك لرغبته في تأجيل جلسة تنظرها المحكمة في قضية جنائية لموكله”.
ويخضع المتهم حاليا للتحقيق أمام الجهات المختصة وسوف يصدر النائب العام – وفق ما أبلغته مصادر قضائية لوسائل صحفية وإعلامية – بيانا يوضح فيه تفاصيل التحقيقات مع المحامي المتهم بكتابة وطبع ولصق منشورات تحمل تهديدات بتفجير مجمع محاكم المنيا وستعلن قرار النيابة التي توصلت إليه وسيكون إما الحبس أو الإيداع في مستشفى للأمراض النفسية ليكون تحت الملاحظة وليتم الكشف عن مدى قواه العقلية -حسب تقدير المصادر القضائية-.
مصادر أخرى قالت إن المحامي سوف يتم إخضاعه لتحليل مخدرات وقد يكون مهتزا نفسيا لدرجة جعلته لا يقدر الأمور ولا عواقبها حيث أن تأجيل القضية لا يستوجب أكثرمن تقديم طلب للقاضي بذلك والذي يوافق في الغالب على طلب المحامي.
من جانبها استنكرت نقابة المحامين الفرعية بالمنيا الواقعة في بيان قالت فيه: نقابة المحامين نقيبا وأعضاء و أعضاء الجمعية العمومية بنقابة محامين المنيا تستنكر وتدين ما تم نشره اليوم داخل مجمع محاكم المنيا من تهديد لأمن المصريين ومؤسسات الدولة ويدعو المجلس كافة الزملاء إلى مد يد العون لكل رجال الأمن والجهات المسئولة لتقديم كل ما من شأنه كشف حقيقة الواقعة وصولا لمرتكب هذا الفعل الإجرامي الذي روع أمننا جميعا.. حفظ الله مصر بأبنائها جميعا.
أما على وسائل التواصل الاجتماعي فقد تناقل كثيرون هذه الواقعة بين مستنكر وغاضب وغير مصدق وآخر يشكك في الأمر من أساسه مشيرا إلى أن المحامي ليس غبيا أو مجنونا لدرجة تجعله يأتي هذا الفعل خاصة أنه يمارس المحاماة منذ فترة كبيرة ويعلم جيدا ما يفعل.
البعض وصفه بالجنون وآخرون نعتوه بالغباء وفريق ثالث لم يصدقوا الأمر في البداية بينما تعامل البعض مع الأمر على أنه شئ غريب مضحك من قبيل “شر البلية” بينما طالب صوت بدراسة الأسباب التي أوصلت مجتمعنا إلى هذه الحالة من اللامبالاة.. لكن ظهر فريق آخر يشكك في الأمر ولا يصدقه ويعتقد أن هناك حقيقة أخرى ربما تنكشف غدا أو تتوارى نهائيا.