الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 4:24 مساءً
الرئيسية / اسلايدر / تكاليف الزواج.. خراب بيوت
Wedding costs

تكاليف الزواج.. خراب بيوت

تحول الزواج من أمل في بناء بيت سعيد وتكوين أسرة مترابطة وبدء حياة مستقرة مع شريك الحياة إلى حلم بعيد المنال لكثير من الشباب ومستحيل بالنسبة لبعضهم بسبب ارتفاع تكاليف الزواج والمغالاة في المهور والطلبات التي يكون مبالغا فيها بصورة كبيرة ومنها أصناف لا يستعملها الزوجان والإصرار على شراء عدد معين من كل صنف إضافة للشبكة والمهر والأجهزة الكهربائية وتنظيم حفل الزفاف الذي يشترط البعض أن يكون في مستوى مرتفع وفي أماكن ذات تكلفة عالية وإلا فلا.


لم تقف تكاليف الزواج عند حد معين بل تزداد يوما بعد آخر ويزايد الناس على بعضهم البعض في كثير من الأحيان فمن تتزوج بجهاز يتكلف 100 ألف جنيه تأتي بعده فتاة أخرى يكلفها أهلها بمبلغ 150 ألفا ثم تزايد أخرى وبالمثل يكون الحال في الشباب حتى صار الأمر فوق طاقة قطاع عريض من الشباب هم أبناء الطبقة المتوسطة أو من ذوي الدخل الضعيف حتى صار الأمر صعب المنال لينتج عنه أزمات اجتماعية وأخلاقية عديدة.
رصدنا هذا الأمر وناقشناه مع العديد من الأطراف .. في هذا التحقيق.

قال محمد منصور مدرس ثانوي: أكرمني الله تعالى بثلاثة أولاد وبنتين زوجت منهم ولدا وبنتا وأجهز الثانية حاليا وألمس بنفسي مدى ارتفاع تكاليف الزواج التي تثقل كاهل أولياء الأمور وتحملهم فوق طاقتهم لكن لأننا نعيش في مجتمع ينظر كل منا فيه للآخر فإننا لا نستطيع سوى أن نفعل مثلما يفعل من حولنا من الأقارب والجيران حتى لو كان بالاستدانة أو بيع ما نملك إن كان منا من يملك شيئا.
تابع قائلا: أنا مدرس وراتبي لا يخفى على أحد أنه ضعيف ولا يكاد يكفي مصاريفنا اليومية وكذلك زوجتي مدرسة لكننا لجأنا بعد الله تعالى لعمل جمعيات واقترضنا من أقاربنا لشراء جهاز ابنتنا الأولى والذي تكلف كثيرا نتيجة الطلبات الكثيرة التي لابد أن تكون موجودة وإلا عايرنا الناس وقالوا إننا قصرنا في تجهيز ابنتنا وحاليا أقترض مرة أخرى لجهاز ابنتي الثانية ومازال المشوار طويلا الأمر الذي يجعلني قلقا بصورة مستمرة وأفكر كثيرا في كيفية تدبير الأمر لكنني لا أجد سوى إحالة الأمر لصاحب الأمر سبحانه وتعالى.

قالت إيمان عبداللطيف ربة منزل : نحن أسرة متوسطة الحال زوجي يعمل كهربائيا ولديه محل بالإيجار لبيع الأدوات الكهربائية ولكي يدبر أمور معيشتنا فهو خارج المنزل أغلب ساعات اليوم وأكرمنا الله بأربعة أبناء ثلاث بنات وولد زوجنا منهم بنتين وعانينا كثيرا لندبر تكاليف زواجهما وثمن جهازيهما ورغم أن بنتي الثالثة مازل أمامها حوالي 5 سنوات لنفكر في زواجها أو قبول من يتقدم لها إلا أننا نجهز لها حاليا فأشتري لها كل فترة شيئا من جهازها حتى يكون الأمر خفيفا علينا لكن لأن التكاليف كثيرة فإن الأمر مرهق أيضا ويحرمنا من أشياء كثيرة.
أضافت قائلة: في جهاز البنت نشتري من كل صنف ثلاثة أو أربعة وهناك من يشتري أشياء لا نفع لها ولا طلب لكن الجميع يشترونها بل وكل منهم يزيد على الآخر حتى صارت من شروط قبول الزواج وهناك من يشترط أشياء معينة تمثل أعباء كثيرة على أهل الشاب أو أهل الفتاة من يقبلها يعاني كثيرا حتى يحققها ومن لا يقبلها ينتهي أمر الزواج بالنسبة له فيبحث عن آخرين لمصاهرتهم فيصطدم أيضا بهذا الأمر.


قال الشيخ عمر السيد مأذون شرعي: أعقد زيجات كثيرة يكون القاسم المشترك فيها المغالاة في المهور وأرى كثيرين يصرون على كتابة “قايمة” يصل إجماليها إلى مئات الآلاف من الجنيهات وأعرف كثيرا من الناس استدانوا واقترضوا ليزوجوا أبناءهم وبعد ذلك تعثروا في سداد ديونهم فأصبح الأمر خرابا عليهم بدلا من تعمير بيوت جديدة بسبب تكاليف الزواج المغالى فيها بصورة كبيرة لم تكن موجودة من قبل.
أوضح أن الأمر لم يعد مقتصرا على تجهيز الفتاة بالأدوات الكهربائية أو شراء شقة للإبن لكن الأمر امتد لتكاليف الزفاف نفسها من الإصرار على حجز القاعات الكبرى وعمل ليالٍ مكلفة وسهرات وموائد وغير ذلك من المظاهر الكاذبة الخادعة التي تكون في كثير منها للمباهاة والتفاخر لكنها في النهاية تتسبب في خراب البيوت.
استطرد قائلا: ونتيجة ارتفاع تكاليف الزواج فإن كثيرا من الشباب ذوي الدخول المتوسطة لا يستطيعون الزواج بل إن منهم من أصابه اليأس من الزواج وتبقى المشكلة الكبرى أو بمعنى أصح الكارثة وهي أن يتجه للحرام وارتكاب الفواحش فلماذا لا نيسر على أنفسنا وعلى أبنائنا بألا يغالى كل منا في طلباته حتى تكتمل الزيجة بلا مشاكل أو أزمات ليبدأ الشاب والفتاة حياة موفقة بلا مشاكل أو خلافات تنتهي بالطلاق.


قال الدكتور محمد حسن من علماء الأزهر: حث النبي صلى الله عليه وسلم ورغب في الزواج لكل من يمتلك النفقة فقال عليه الصلاة والسلام: “من استطاع منكم الباءة فليتزوج”. والباءة هي النفقة وذلك ليكون الشاب محصنا من الفتنة وبعيدا عن ارتكاب الفاحشة وما يحدث الآن من المغالاة في المهور وارتفاع تكاليف الزواج يؤدي إلى عدم قدرة الشباب على الزواج الأمر الذي يؤدي بدوره إلى انتشار الفاحشة بصورة كبيرة وقيام البعض بارتكاب المعاصي وما يغضب الله تعالى.
تابع قائلا: إن السيدة فاطمة ابنة النبي صلى الله عليه وسلم هي بلا شك ابنة أشرف الخلق وسيد الأنبياء والمرسلين فهي بذلك أشرف وأطهر النساء ومع ذلك كان مهرها في زواجها من سيدنا علي بن أبي طالب درعا وفقا لما قاله سيدنا ابن عباس رضي الله عنه: لما تزوج علي فاطمة -رضي الله عنهما- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :أعطها شيئا –أي مهرا- قال: ماعندي، قال: فأين درعك الحطمية؟، قال: هي عندي، قال فأعطها إياها. وهكذا كان صداق فاطمة الزهراء بنت النبي صلى الله عليه وسلم التي لا تقارن بها أي امرأة فقد رضي لها والدها سيد الخلق وحبيب الحق أن يكون مهرها مجرد درع فأين نحن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولماذا يتسابق الناس في فرض بنود متعددة تضاف بصفة دورية على تكاليف الزواج لتكبل الشاب والفتاة وأهلهما ليكون الزواج مهمة شاقة للبعض ومستحيلة للبعض الآخر.


دعا الدكتور محمد حسن أولياء الأمور للتقليل من تكاليف الزواج والتنازل عن البنود التي تعتبر من الكماليات تيسيرا على الشباب وعدم التمسك بما لا يفيد ولا يمثل حاجة ملحة في بيت الزوجية ليتم الزواج على خير وبلا مشاكل وحتى لا يتسبب في أزمات مالية للطرفين وهو الأمر الذي يحدث في كثير من البيوت ويؤدي للمشاكل بعد الزفاف فينتج عنهٍ خلافات حادة تؤدي للطلاق في كثير من الأحيان فتكون سببا في خراب البيوت بدلا من تعميرها.

عن Nas News

شاهد أيضاً

“حماة الوطن” بالقليوبية يستضيف د٠عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والمياه بكلية الدراسات الأفريقية

نظمت أمانة التواصل الشعبي والعمل الجماهيري بحزب حماة الوطن بالقليوبية ندوة بعنوان “التحديات المائية”، حاضر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *