الخميس - 21 نوفمبر 2024 - 11:11 صباحًا
الرئيسية / إسلاميات / النية والإخلاص.. جناحا القبول في رحلة الأعمال

النية والإخلاص.. جناحا القبول في رحلة الأعمال

ما من عمل يعمله الإنسان إلا وله فيه نية وقصد فإن كانت نيته لله تعالى فنعم العمل وما أجزاه وأكرمه وإن كانت له نية أخرى فهو موكول لها وإن لم تكن له نية في العمل فهو بلا طائل في الآخرة حتى وإن حصل به فائدة في الدنيا.

وليس أدل على قيمة النية وتحديد العمل والثواب من خلالها وبالتالي تحصيل الثواب والرضا من الله تعالى من قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه.

وقد أكد الفقهاء بالإجماع على عظم هذا الحديث النبوي الشريف لأنه يتعلق بالأعمال الباطنة التي لا يعلمها غير الله تبارك وتعالى وصنفوا الأعمال إلى قسمين الأول: الأعمال الباطنة التي تتعلق بالقلوب ولا يعلمها إلا الله تعالى والثاني: الأعمال الظاهرة التي تتعلق بما تقوم به الجوارح ويراه الناس ولذلك كانت النية بين العبد وربه لا نستطيع التدخل فيها أو تحديدها إذا لم يعلنها صاحب العمل بل إنه قد يعلن شيئا وفي نيته شئ آخر فيستطيع بذلك تضليل الناس لكنه بكل شك لن يستطيع فعل ذلك مع الله تعالى الذي قال عن ذاته العلية “يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور”.. وبالنية يتم تحديد الأجر والثواب فمن كانت نيته لله تعالى حصل الأجر ونال الثواب ومن كانت نيته لغير ذلك فهو موكول عليها ولها.

والشطر الثاني من شروط قبول العمل هو الإخلاص لله تعالى وعدم ابتغاء غيره فيما يقصد ويريد من عمله فإن قصد غير الله ورضاه وثوابه فلا إخلاص في عمله ولا أجر له كمن يعطي مالا للفقراء ليقال إنه كريم جواد أو يريد من وراء ذلك مصلحة دنيوية كما يفعل البعض في مواسم الانتخابات على سبيل المثال.

وفي تعظيم معنى الإخلاص وبيان مدى أهميته في العمل قول الله تعالى في سورة البينة آية 5 ” وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين” .. وقوله تبارك وتعالى في سورة الزمر آية 11 “قل إني أمرت ان أعبد الله مخلصا له الدين”.. وفي السورة نفسها آية 14 قوله تعالى “قل الله أعبد مخلصا له ديني”.

وأول ما يفسد الإخلاص في العمل هو طلب رضا الناس من ورائه وابتغاء غير الله تعالى فمن يطعم الطعام ابتغاء رضا الناس دون التماس الأجر من الله فلا أجر له ومن يقدم العزاء والمواساة على سبيل المجاملة وإثبات الحضور دون أن تكون النية لله تعالى والتماس ثوابه وأجره فلا طائل من عمله.

ولهذا كانت النية والإخلاص جناحا القبول لكل عمل صالح ابتغاء وجه الله تعالى وسعيا لمرضاته.. فاللهم اجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم خاليا من الرياء والسمعة واجعل نيتنا يارب لك ولنيل رضاك ومغفرتك وحبك والتماسا لعفوك ورحمتك ولا تجعل لاحد علينا سبيلا ولا يد ولا سطوة حتى لا نتوقف عن عمل مايرضيك والسعي لما تحبه والمضي فيما تحب وان نكون لك كما تحب فيما تحب وبما تحب.. واجعل يارب نيتنا رضاك وقصدنا أجرك وثوابك فيما نقدم إليه من عمل وفيما نقدمه فلا نخشى فيك لومة لائم ولا أذى مؤذ ولا سطوة عبد مهما كان.. اللهم آمين.

عن Nas News

شاهد أيضاً

القوى العاملة: تعيين 507 أشخاص في القطاع الخاص ببني سويف

أكد وزير القوى العاملة محمد سعفان  قيام مديرية القوي العاملة بمحافظة بني سويف تعيين 507 …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *