الخميس - 21 نوفمبر 2024 - 8:20 صباحًا
الرئيسية / اسلايدر / التسويق الإلكتروني.. صور جذابة ومنتجات مضروبة

التسويق الإلكتروني.. صور جذابة ومنتجات مضروبة

لا تمضي دقائق خلال تصفح شبكة الإنترنت إلا وتنبثق إعلانات متنوعة تعرض منتجات مختلفة على المتصفح لمواقع الشبكة فضلا عن وجود مواقع وصفحات متخصصة في التسويق الإلكتروني تعرض صورا جذابة وفيديوهات مصورة بطريقة احترافية لجذب المستهلك للسلعة المعلن عنها.


ينجذب المستهلك للسلع المعروضة تحت تأثير هذه الصور والمحتوى المنمق والعرض الجذاب ثم يفاجأ بعد الشراء بأن المنتجات ليست بالمستوى الذي تصدره الصور والفيديوهات بل معدومة الجودة في أحيان كثيرة ويتخطى الأمر مرحلة عدم الجدوى إلى الخطورة على الصحة مثل المستحضرات الطبية التي تروج الإعلانات أنها تشفى تماما من أمراض مستعصية وفي النهاية يدرك المستهلك أنه اشترى الوهم.. لكن بعد فوات الأوان.
استطلعنا الأمر لكشف هذا الوهم وتحذير المستهلكين من الاندفاع نحو الشراء من خلال هذه المواقع قبل التأكد من الجودة وأن الجهة المعلنة معتمدة وذات صفة.


قال أحمد مصطفى مهندس كمبيوتر: بحكم عملي أحتاج إلى اكسسوارات كثيرة وقطع خاصة بالكمبيوتر فأبحث خلال عملي عن المنتجات التي أريدها على شبكة الإنترنت من خلال معروضات التسويق الإلكتروني وبعد التصفح في أكثر من موقع أو صفحة أختار عددا من العروض وأتصل بالأرقام الموجودة في المحتوى لكن بعد النقاش حول نوعية وجودة المنتج أكتشف بخبرتي أن الأمر فيه كذب وتدليس وأن المنتج ليس بالجودة المطلوبة أو التي تصدرها الصور الجذابة للمستخدم.
تابع قائلا: لاشك أن كثيرين يتم خداعهم بالعرض الشيق للمنتج وصوره الجذابة التي تخالف الحقيقة في الغالب خاصة إذا لم يكونوا من المتخصصين أو ذوي الخبرة التي تتيح لهم التفرقة بين الجيد والردئ وينتهي الأمر بأن يدفع المستهلك ثمنا في سلعة لا ينتفع بها إلا قليلا ولمدة قصيرة للغاية وللأسف جهاز حماية المستهلك لايستطيع دائما أن يحمي المستهلك بالفعل – إن كان يحميه أصلا- أو يرد له ماله الذي فقده في سلعة لانفع منها خاصة في عمليات البيع والشراء من على الإنترنت عن طريق التسويق الإلكتروني.


قالت إحسان عبدالله موظفة: مثل أي أم كنت مهمومة للغاية بتجهيز ابنتي وشراء مايلزمها من جهاز العروسة وكانت تشترك هي معي في البحث عن أماكن نجد فيها منتجات جيدة بأسعار مناسبة ومثلها مثل بنات جيلها تبحث عن المنتجات في الإنترنت عن طريق الصفحات و المواقع التي تسوق المنتجات المختلفة وبالفعل وجدتها يوما تأتي إلى مسرعة من حجرتها لتقول لي إنها وجدت مكانا مناسبا لنا منتجاته جميلة ومبهرة وأسعاره في متناول أيدينا بل إنها أكثر توفيرا من كثير من الأماكن التي اشترينا منها بعض حاجاتنا.
أضافت الأم قائلة: أخذنا العنوان من الصفحة وتوجهنا في اليوم التالي لمقر الشركة المعلنة وفور دخولنا سألنا عن قسم المفروشات وذهبنا رأسا إليه وسألنا عن المفروشات التي عليها العروض الموجودة على الإنترنت فإذا بنا نجد فرقا شاسعا بين صور المنتجات التي كانت معروضة وبين حقيقتها في الشركة فأصابتنا صدمة كبيرة خاصة أن المكان يبعد كثيرا عن مسكننا ورغم ذلك حاولت أن أقنع ابنتي بأن أشتري لها شيئا من المعروض حتى لا يذهب عناء وتعب المشوار هباء لكنها رفضت تماما وتحدثت مع بعض موظفي الشركة بأن ما يفعلونه يعتبر تضليلا ونصبا فما كان منهم إلا أن قالوا لنا يمكنكم أن تشتروا منتجات أخرى غير التي في العرض فتجولنا بالفعل في باقي الأقسام لكننا وجدنا أسعار المنتجات أكثر من الخارج فعدنا بخيبة أمل وقررنا ألا ننخدع بحيل التسويق الإلكتروني مرة أخرى.


قال محمود عبد التواب “مدرس”: الأمر الأخطر من المنتجات الإلكترونية أو المفروشات وخلافه هو المنتجات الطبية التي يتم التسويق لها وعرضها على أنها العلاج الفعال الذي لم يسبق التوصل لمثله من قبل وأن فيه الشفاء الأكيد من الأمراض المستعصية والأكثر انتشارا مثل السكر والضغط والخشونة وغيرها.
أوضح أن كثيرا من هذه المستحضرات الطبية والتي تمتلئ الكثير من القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية بالدعاية لها والإعلانات الخاصة بها غير مصرح بها من وزارة الصحة الأمر الذي يعكس مدى خطورتها على الصحة ويؤكد أن عاقبة تعاطيها وخيمة قد تتسبب في مشاكل صحية أكثر خطرا من الأمراض التي تؤكد الإعلانات أنها تشفيها تماما.
لفت إلى وجود قنوات فضائية كثيرة تخصص ساعات طويلة يوميا من خريطة برامجها للحديث عن هذه المنتجات والتي يكون كل همها تسويق المنتج مستعينة ببعض الأشخاص من الجمهور الذين يؤكدون أنهم جربوها وتعافوا بسببها ولا نعلم على وجه اليقين إن كانوا حقيقيين أو مأجورين الأمر الذي يدفع المشاهدين لشراء المنتج ليجدوا في الغالب أنهم اشتروا الوهم.


قال أشرف رمضان خبير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: لا يوجد أحد الآن في الغالب إلا ومعه موبايل عليه باقة إنترنت وطوال اليوم يطالع من خلاله المواقع المختلفة والصفحات المتنوعة على مواقع السوشيال ميديا والتي تنبثق منها إعلانات كثيرة فضلا عن المواقع والصفحات المتخصصة في التسويق والموجهة لجميع المستخدمين بمختلف أعمارهم وكلها تعرض منتجات بصور غاية في الروعة تجذب العين بأسعار تنافسية للغاية تفرق كثيرا عن المتداول بالمحلات والأسواق الحقيقية وليست الموجودة في الإنترنت وتكون في الغالب على غير حقيقتها ويحاول المحتوى جذب المستخدم سواء بالجمل الرنانة أو العبارات المنتقاة والتي تخاطب عاطفة المتلقي وميوله وتلعب على احتياجاته ثم قدراته المالية حتى يقتنع المستهلك ويطلب المنتج ويكون في الغالب عن طريق الشحن والدفع عند الاستلام دون معاينة حقيقية وإن تمت المعاينة قبل الاستلام فتكون معاينة خاطفة لا يستطيع المستهلك خلالها تفقد السلعة أو فحصها فحصا جيدا ويفاجأ بعدها أنه ضحية عملية نصب أو أنه اشترى الوهم بالفعل.


استطرد قائلا: لاتجد رقابة حقيقية على المنتجات المعروضة على الإنترنت فقد تكون مهربة أو مضروبة أو مصنوعة في المصانع التي يطلق عليها مصانع “بير السلم” بلا ضمانات حقيقية أو جودة مضمونة ويتم بعدها تصوير هذه المنتجات بطريقة تظهر جمالا ليس فيها في الحقيقة تبهر العين فقط الأمر الذي يخدع المستهلك فيسير مندفعا نحو الشكل فقط أو أنه يشتري بعينيه ثم يفاجأ بعدها بأنه دفع مالا في سلعة لا جودة لها ولا يستطيع بعدها استرجاع ماله المفقود فلا يوجد كيان معين أو مكان معلوم لأصحاب هذه المنتجات.
طالب المتابعين لهذه المواقع والصفحات بتوخي الحذر والتفكير كثيرا قبل طلب هذه المنتجات وأن يتجهوا للجهات الموثوق بها والمجربة مشيرا إلى وجود عدد من هذه الجهات الموثوقة ذات العلامات التجارية المعروفة والمعتمدة والمصرح بها من الجهات المسئولة حتى وإن كانت قليلة والتي تعرض على الإنترنت منتجاتها الأصلية نفسها الموجودة بالفعل في الأسواق ومنافذ البيع.

عن Nas News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *